الأهلي- نجومية عالمية، مفاجآت كروية، ووفاء للراحلين

المؤلف: علي محمد الرابغي08.14.2025
الأهلي- نجومية عالمية، مفاجآت كروية، ووفاء للراحلين

على مر تاريخه الزاخر بالإنجازات، كان النادي الأهلي السعودي تواقًا للنجومية، لا على مستوى المنافسات المحلية فحسب، بل كان يصبو للعالمية. يشهد سجل النادي الأهلي على استضافة كوكبة من الفرق العالمية والنجوم اللامعين، وذلك بفضل طموحه الذي لا يعرف الحدود، والذي مكنه من استقطابهم إلى الأراضي السعودية، ليحظى جمهور الأهلي وعشاق كرة القدم في المملكة بأسلوب كروي رفيع ينطلق من المحلية نحو آفاق النجومية العالمية. وقد ساهم ذلك في توسيع مدارك اللاعبين والجماهير على حد سواء، من خلال الاستمتاع بلمحات من الكرة العالمية، وفي مقدمتها المدرسة البرازيلية العريقة. ولم يقتصر الأمر على ذلك، بل تعداه إلى خطوة جريئة وغير مسبوقة، ألا وهي الاستعانة بكفاءات تدريبية عالمية من خارج المملكة، وكانت فترة تولي المدرب القدير "ديدي" قيادة الفريق نقطة تحول محورية في مسيرة الكرة الأهلاوية، بل وفي تاريخ الكرة السعودية بأكملها.

الأهلي في مواجهة برشلونة

توج النادي الأهلي مسيرته الرياضية الحافلة بخطوة جريئة أخرى، وذلك باستضافة نادي برشلونة الإسباني، سيد الكرة العالمية، بنجومه المتألقين وعلى رأسهم ليونيل ميسي، ونيمار دا سيلفا، ولويس سواريز. وبهذه الخطوة، سجل الأهلي إنجازًا فريدًا في مجال استضافة الفرق الكبرى. ورغم تخوف البعض من هذه الخطوة، إلا أن المباراة أثبتت بعد نظر وحكمة القائمين على إدارة النادي الأهلي، بدعم من الرمز الكبير الأمير خالد بن عبدالله. وقد استمتعت جماهير الخليج بعروض كروية ممتعة، لم تقتصر على برشلونة فحسب، بل قدم الأهلي أداءً مميزًا أيضًا، خاصة في الشوط الثاني من المباراة، حيث أظهر الفريق قدرة على الصمود والتحدي أمام برشلونة بمهارة واقتدار. لقد برهن الأهلي على أنه سفير مشرف للكرة السعودية بلا منازع.

مهند عسيري.. سطوع نجم عالمي

استطاع مهند عسيري، لاعب النادي الأهلي الذي غالبًا ما كان يجلس على مقاعد البدلاء، أن يفاجئ الجميع في تلك المباراة. فقد تمكن بقوة وثقة واقتدار من تسجيل هدفين، ليثبت أن اللاعب السعودي لا يقل كفاءة ومهارة عن نظرائه في الكرة العالمية. حقًا، لقد كان مهند عسيري مفاجأة المباراة، وقد عرفه جمهور الكرة العالمية واقتنع بموهبته. تحية لمهند، ونتمنى له المزيد من التألق والنجومية.

رحيل العقيد شحات مفتي.. قامة في خدمة الوطن

فقدت منطقة مكة المكرمة الأسبوع الماضي رجلاً من رجالات المملكة الأوفياء، وكفاءة نادرة، هو العقيد شحات مفتي. لقد ترك بصمة واضحة وأثرًا طيبًا في تاريخ المرور، سيظلان محفورين في ذاكرة المواطنين وزملائه وتلاميذه وأصدقائه من الجمهور على حد سواء. كان شحات مفتي، رحمه الله، ظاهرة فريدة، تجسد العديد من المعاني والقيم النبيلة، وفي مقدمتها الخلق الرفيع والتواضع الجم. عرفه أهالي مكة وجدة من خلال تواجده الميداني في الشوارع، حيث كان يتابع بنفسه سير العمل مع ضباط وأفراد المرور، ومن خلال مكتبه الذي كان يستقبل فيه الجميع. كان أستاذًا بمعنى الكلمة، ونموذجًا يحتذى به في التعامل الراقي والإدارة الحكيمة، الأمر الذي جعله محبوبًا ومحترمًا من الجميع. وحتى بعد تقاعده، ظل بيته عامراً بالزائرين والضيوف، وملتقى أسبوعيًا لأصدقائه وتلاميذه ومحبيه. كان موته خسارة كبيرة، ولكنها سنة الله في خلقه. لقد تأثر الناس بشدة لهذا المصاب، وشهدت مراسم العزاء حضورًا مكثفًا، تجسيدًا للوفاء والتقدير.

وصل الله الحربي.. رحيل في ميدان الشرف

وفي صورة أخرى مؤثرة، تفصلنا عنها أيام قليلة، نودع رجل الأمن والمرور، وصل الله الحربي، الذي لم يكن يجد حرجًا في الوقوف في الشارع مع جنوده لتوجيه حركة السير، بروح رياضية عالية وابتسامة دائمة للمواطنين. كان أبو مشاعل رمزًا للحيوية والنشاط والعطاء، الأمر الذي جعله محبوبًا من مسؤوليه ومن المواطنين على حد سواء.

شاءت الأقدار أن يرحل هذا الرجل الفاضل، مساعد مدير عام المرور، في حادث مروري مؤسف، بينما كان قادمًا من الرياض للاطمئنان على صحة والدته الراقدة في المستشفى. لقد كان خبر وفاته صدمة كبيرة للوطن، ورثاه كل من عرفه ومن لم يعرفه. رحم الله شحات مفتي، ورحم الله وصل الله الحربي. لقد كانا منارة مضيئة وقدوة حسنة للمواطنين المخلصين. إنا لله وإنا إليه راجعون.. وحسبي الله ونعم الوكيل.

سياسة الخصوصية

© 2025 جميع الحقوق محفوظة